كيف أبعد تيمور و"المملكة" جنبلاط الأب عن بري وميقاتي!
عندما أعلن عضو "اللقاء الديموقراطي" مروان حمادة قبل ساعات من الاستشارات النيابية نيته تسمية نواف سلام لرئاسة الحكومة، لم يكن أحد ليتخيل أن يتخلى رئيس الحزب "الاشتراكي" السابق وليد جنبلاط عن دعمه لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، خصوصاً أن جنبلاط كان على علم بالترتيبات التي أعدها الثنائي الشيعي مع الأمير السعودي يزيد بن فرحان ، بما يتعلق بالحكومة الأولى في عهد الرئيس جوزاف عون.
لم يكن قرار وليد جنبلاط سهلاً، تقول مصادر سياسية مواكبة، فهو عانى من مشكلتين قبل إعلان تسمية نواف سلام لرئاسة الحكومة، وتُشير المصادر إلى أن "اللقاء الديموقراطي" الذي التقى في اجتماع مسائي قبل ليلة من موعد الاستشارات، لم يتمكن من الاتفاق على إسم نجيب ميقاتي، لذلك قرر النواب ترك مسألة الإسم بعهدة رئيس التكتل تيمور جنبلاط، ولما يمكن أن تُسفر عنه مشاورات جنبلاط الإبن بجنبلاط الأب.
وتكشف المصادر أن المعضلة الأولى التي واجهت جنبلاط، ونيته التصويت لميقاتي، كانت بموقف نجله تيمور الذي يرفض العودة إلى إسم ميقاتي، في حين بإمكانه التوجه إلى إسم جديد مقبول شعبياً، مشيرة إلى أن مقاربة تيمور جنبلاط تنطلق من كونه يحمل فكراً جديداً ، يرى من خلاله متطلبات الشباب الدرزي المتشوق لمرحلة جديدة من العمل السياسي، والذي يرفض البقاء في نفس الذهنية القديمة التي كانت سائدة سابقاً، وهو الذي تلمس هذا الأمر في "ثورة تشرين عام 2019 "، عندما كان شباب "الاشتراكي" جزءا أساسيا من جمهور "الثورة"، لذلك كان يرفض رفضاً مطلقاً تسمية ميقاتي، لما في ذلك من تبعات على مستقبله السياسي.
إذا لم تكن قناعة تيمور كقناعة جنبلاط الأب، تقول المصادر، مشيرة إلى أن هذه المسألة جعلت وليد جنبلاط يقترح حلاً وسطياً فلا يسمي ميقاتي ولا يسمي ضده، لأنه كان يعلم أن المسألة لا تتعلق بالإسم، بقدر تعلقها بموازين القوى السياسية الداخلية، وهو الذي كان يرفض تماماً عزل أي مكون أو التعامل مع الفريق الشيعي من منطلق المهزوم، وتكشف المصادر أن هذا الحل كاد أن يُبصر النور، لولا بروز معضلة ثانية أمام التسمية غير خلاف وجهات النظر بين تيمور ووالده.
المشكلة الثانية برزت مع تدخل المملكة العربية السعودية وانقلابها على الاتفاق مع الثنائي الشيعي، إذ تكشف المصادر أنه مع ساعات الفجر الأولى وخلال ساعات ما قبل الظهر من يوم الاستشارات ، تكثفت الاتصالات الخارجية مع الكتل السياسية من أجل تسمية نواف سلام، وعندها لم يعد باستطاعة جنبلاط، الذي كان أول من تلقف الضغط الدولي من خلال تسميته جوزاف عون للرئاسة، قبل أيام من موعد الاستحقاق سوى التصويت لسلام، بما يتلاقى مع رؤية نجله تيمور، الذي يُريد ترك بصماته على قرارات الحزب، ورؤية السعودية والأميركيين الذين يُريدون سلام رئيساً للحكومة.
وهكذا كان، ولكن قبل التصويت اتصل جنبلاط بميقاتي وأبلغه نيته تسمية سلام، علماً أن رئيس حكومة تصريف الأعمال كان قد شعر بأن الاتفاق تبدل، وأن التوجه لن يكون عليه، كذلك اتصل جنبلاط ببري، وهناك من يقول أن التواصل حصل مع علي حسن خليل من قبل وائل أبو فاعور، بحسب ما تقول المصادر.
ليس تفصيلاً بالنسبة للمصادر ابتعاد جنبلاط عن بري، ولو أنه وعد رئيس المجلس بالدفاع عن حق الثنائي بالمشاركة الفاعلة بتشكيل الحكومة ، ورفضه لمنطق التهميش، فهذا الأمر سيتكرر أكثر مع تيمور، الذي قبل باستلام حزب والده ، ولكنه لن يرضى باستلام تحالفاته التاريخية دون أن يكون رأيه فيها.
محمد علوش -الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|